سلسلة الشرعية للتاريخ

مخططات لتهريب السجناء من العراق وليبيا وباكستان.. وخبراء: فى طريقهم لمصر


الهجوم على ثالث سجن فى أقل من أسبوع: هروب 230 سجيناً بعد هجوم لـ«طالبان» على سجن فى باكستان عشرات المقاتلين الإسلاميين من بين السجناء.. و30 منهم من مقاتلى طالبان«نورهان الشيخ»: «هروب المساجين مرتبط بدعوة القرضاوى للجهاد ومن الممكن أن يكون مخططاً للتنظيم الدولى لإنقاذ الإخوان»

استمرارا لمسلسل الهجوم على السجون وفرار السجناء من عدة دول تعانى من اضطراب الأوضاع وانتشار الجماعات الإرهابية فيها، فر مساء أمس الأول، ما يقرب من230 سجينا، بينهم العشرات من المقاتلين الإسلاميين، بعد هجوم متمردين من حركة «طالبان» الباكستانية، على سجن فى شمال غرب باكستان.
وهذا الهجوم هو الثالث من نوعه، بعد الهجوم الذى أطلق ما لايقل من 500 سجين من سجن أبوغريب فى العراق، وهروب حوالى 1000 معتقل من سجن فى بنغازى فى ليبيا، مما أدى إلى إغلاق الحدود البرية بين ليبيا ومصر، خوفا من تسلل هؤلاء السجناء إليها.
وتم الهجوم على السجن الباكستانى بنفس الأسلوب الذى تم اتباعه فى السجون الأخرى، والقائم على استهداف جماعة إرهابية للسجن، وإطلاق عدة مقاتلين إسلاميين منه. وقال المسئول الباكستانى، مشتاق جادون، لشبكة «آرى نيوز» الإخبارية، إن 243 سجينا تمكنوا من الهرب، وإن الشرطة اعتقلت ستة منهم، مشيراً إلى أن 30 من الهاربين من مقاتلى «طالبان».
واستهدف الهجوم سجن مدينة «ديرة إسماعيل خان» فى ولاية «خيبر بختونخوا» القريبة من «وزيرستان» الجنوبية، المنطقة القبلية الباكستانية الحدودية مع أفغانستان، والتى تعتبر معقلا لـ«طالبان» ومنظمات أخرى مرتبطة بالقاعدة. وقال «جادون» إن المهاجمين فخخوا السجن بعشرات العبوات الناسفة التى تم تفكيك 14 منها.
وأضاف أن «قوات الأمن والشرطة تعمل على تأمين السجن»، إضافة إلى فرض حظر التجول فى المدينة. وهاجم المتمردون، الذين كانوا يرتدون زى الشرطة السجن المركزى، وهم مدججون بالسلاح، وقصفوه بمدافع الهاون والقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة، قبل أن يقتحموا المبنى للإفراج عن السجناء الإسلاميين الذين كان يقدر عددهم بنحو 300.وقال «جادون»: «المهاجمون دمروا سيارة مصفحة للشرطة كانت أمام السجن، فقتلوا اثنين من رجال الشرطة». وأكد المتحدث باسم مقاطعة «خيبر بختونخوا»، شوكت يوسفزاى، أن «الجيش استُدعى لصد هجوم المتمردين».
وقال سكان فى «ديرة إسماعيل خان»، إنهم سمعوا دوى انفجارات قوية وإطلاق نار، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائى فى عدد من أحياء المدينة.
وأعلن المتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله شهيد، مسئولية الحركة عن الهجوم. وأضاف، فى اتصال لـ«فرانس برس»، أن «نحو 150 من مقاتلى (طالبان)، بينهم 60 انتحاريا هاجموا السجن المركزى ونجحوا فى الإفراج عن 300 سجين».
وكان سجن «ديرة إسماعيل خان» يضم نحو خمسة آلاف سجين، بينهم 300 متمرد، اعتقلوا لارتكابهم هجمات على قوات الأمن الباكستانية أو الأقلية الشيعية. ويذكر هذا الهجوم بالهجوم الذى شنته «طالبان» على سجن «بانو» بالقرب من الحدود الأفغانية فى 2012، وأدى إلى الإفراج عن نحو 400 متمرد، بينهم عدنان رشيد الذى أُدين بالتآمر لاغتيال الرئيس السابق برويز مشرف.
وكانت حركة تمرد داخل أحد سجون «بنغازى» الليبية، تزامنا مع تدهور الأوضاع الأمنية فى المدينة، على خلفية التظاهرات الاحتجاجية ضد مقتل الناشط الليبى عبدالسلام المسمارى، والمعروف بمعارضته للإخوان، تسببت فى فرار ما يزيد على 1000 سجين. وقال حسين بلحميد، الناطق باسم جهاز الأمن الوقائى الليبى، إن «الإجراءات المشددة على الحدود الليبية المصرية لا علاقة لها بالأوضاع الداخلية فى مصر، وإنما تتعلق بتدهور الأوضاع فى المنطقة الشرقية، والخوف من تسلل بعض السجناء الهاربين من السجون الليبية إلى مصر».
وأضاف «بلحميد»، فى اتصال مع «الوطن»، أنه أجرى اتصالاً مع رئيس الوزراء الليبى، على زيدان، ليبلغه أن عدداً من السجناء الهاربين توجهوا إلى المنطقة الشرقية، ومن المحتمل تسللهم إلى مصر. وأضاف: «قد يكون بعضهم دخل مصر بالفعل، لذلك اضطررنا لإغلاق الحدود مؤقتاً، خصوصاً أن بنغازى تشهد تدهوراً أمنياً بسبب النشاط الملحوظ لعناصر تابعة للنظام الليبى السابق».
وكان تنظيم «القاعدة» قد تبنى هجوما على سجنى «أبوغريب» و«التاجى»، الأسبوع الماضى، ما تسبب فى هروب ما يزيد على 500 سجين منتمين لـ«القاعدة»، ومقتل 20 عنصرا أمنيا و21 سجينا خلال الاشتباكات التى صاحبت عملية الاقتحام.
رجال شرطة يعاينون السجن الذي هاجمته طالبان
و قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذة العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن «اقتحام السجون، فى أكثر من بلد، وفى نفس التوقيت يتزامن مع الدعوة التى أطلقها «القرضاوى» للجهاد فى مصر. وأوضحت «الشيخ» أن الإخوان الآن فى أزمة حقيقية فى مصر وسوريا وليبيا، ومن الوارد جدا أن يكون فتح السجون فى دول العالم جزءا من خطة قطرية تركية تم وضعها فى اجتماع التنظيم الدولى للإخوان الذى تم فى تركيا، عقب عزل محمد مرسى، خاصة أن قطر هى التى تمول المسلحين فى أكثر من دولة. وتابعت «الشيخ»: أيضاً هذا التحالف بين الإخوان والإرهابيين يأتى ضمن خطة إنقاذ التيار الإسلامى، وأن كل الشواهد فى الفترة الماضية أشارت إلى وجود تحالف استراتيجى بين الإخوان والقاعدة وأزلامهم من الجهاديين والجماعة الإسلامية، حتى وإن تباعدوا فى بعض الأوقات، ليكونوا لهم ظهيرا فى أوقات الأزمات يرهبون به المجتمع، ودليل ذلك رفع أعلام القاعدة فى مصر وتصريحات جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية التى تدافع كلها عن مرسى.